تشهد العلاقات السعودية الكويتية حالة من التأزم هذه الايام بسبب خلافات “نفطية” بين البلدين انعكست في اقدام السلطات السعودية على اغلاق حقل نفط الخفجي العملاق الذي تبلغ قدرته الانتاجية حوالي 700 الف برميل يوميا تتقاسمه الدولتان مناصفة.
اعلنت وكالة الانباء الكويتية إن وفدا رسميا يرافق أمير الكويت يضم كلا من النائب الاول لرئيس مجلس الوزراءالكويتي ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ومدير مكتب أمير الكويت أحمد فهد الفهد ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح والوكيل للشؤون الاعلامية والثقافية بالديوان الاميري يوسف حمد الرومي وسفير الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة الشيخ ثامر جابر الاحمد الجابر الصباح.
وكانت صحيفة الرياض السعودية قالت في عددها الصادر الثلاثاء إن أمير الكويت سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسيبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وعلمت م مصادر كويتية على دراية كبيرة في الشؤون النفطية ان الازمة تفجرت مجددا عندما طالبت السلطات الكويتية شركة “شيفرون” الامريكية التي تعمل في حقل الانتاج والتنفيذ في الجانب السعودي بإزالة معدات لها وضعتها في الجانب الكويتي من المنطقة المحايدة المشتركة بين السعودية والكويت.
وقالت هذه المصادر ان السعودية طالبت الكويت بدفع نفقات ازالة هذه المعدات الامر الذي رفضته الاخيرة فردت السعودية بوقف الانتاج من حقل الخفجي وقالوا ان الاغلاق جاء بسبب تلوث بيئي ولاجراء صيانة في الحقل وهو تبرير لم يكن مقنعا للكويتيين.
الكويتيون، وحسب المصادر الكويتية نفسها اعتبروا نقل شركة “شيفرون” معداتها الى الاراضي التي يقولون انهم يملكونها بمثابة وضع اليد عليها، ولذلك احتجوا بشدة على هذه الخطوة ولكن خلف الابواب المغلقة.
وشكك الكويتيون بالتبريرات السعودية لاغلاق الحقل المذكور، وقالوا اذا كان السبب هو تلوث بيئي فلماذا لا تطبق اجراءات الاغلاق والصيانة على آبار سعودية اخرى، واضافوا بأن اعمال الاغلاق لحقول النفط تتم بالتدرج وليس دفعة واحدة.
واشاروا الى ان هناك لجنة مشتركة من خبراء في الجانبين للاشراف على الحقل المذكور، ولكن هذه اللجنة لم تستشر مطلقا قبل الاغلاق.
نقطة خلافية اخرى بين البلدين تتعلق بحقل الدرة للغاز الذي يوجد في منطقة الزور، وهو حقل مشترك بين السعودية والكويت وايران، فالكويت تريد استغلاله تجاريا، ولكن السعودية ترفض الدخول في اي محادثات ثلاثية تكون ايران طرفا فيها، وقالت للكويتيين اذهبوا انتم وتفاوضوا مع الايرانيين نيابة عنا، ولكن عندما ذهب هؤلاء الى الايرانيين قالوا لهم، انتم لستم مؤهلين للتفاوض معنا نيابة عن السعوديين، اعطونا توكيل سعودي حتى نقبل بكم، السعوديون رفضوا اعطاء مثل هذا التفويض فتعرقلت المفاوضات.
الاسرة الكويتية الحاكمة منقسمة حول كيفية التعاطي مع هذا الخلاف، فهناك جناح متطرف يطالب بموقف اقوى، وحتى الذهاب الى محكمة العدل الدولية لبحث هذا الخلاف الحدودي حول المنطقة المحايدة والمستمر منذ خمسين عاما، فرد السعوديون على هذا “التهديد المبطن” بالقول اذهبوا الى حيث تريدون، فهذا سيكلفكم الكثير من الملايين علاوة على ان بحث المحكمة لهذه الازمة قد يستمر سنوات.
المصادر الكويتية قالت لـ”راي اليوم” ان الجناح المعتدل في الاسرة لا يحبذ التصعيد، ويفضل حل الازمة بالحوار، وتتردد انباء بأن السلطات العمانية تقوم بوساطة سرية في هذا الاطار، ولكن هذه الانباء غير مؤكدة وان كانت غير مستبعدة.
وزير النفط الكويتي السيد علي العمير قلل من اهمية الخلاف النفطي مع السعودية، واكد انه لن يؤثر على العلاقات بين البلدين، فيما اكد السيد خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتي ان العلاقات بين البلدين اقوى من ان تؤثر فيها هذه القضية، وان وقف الانتاج في حقل الخفجي يأتي لاسباب فنية بحته وليس لاسباب سياسية وسيحل عن طريق الحوار.
الامير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير النفط السعودي هو الذي يتولى الاتصالات بين البلدين حول هذه المسألة.
زر الذهاب إلى الأعلى