لا تسألوني فانا أبكي دما
يسألوني لماذا لا تكتب حول سوريا؟
سوريا جرح غائر , يحتاج إلى أطباء العالم ليجتمعوا لعلاجه ولست أنا .
كان سطحيا, شعب خرج يطالب بحريته في زمن أصبحت الحرية مصيبة والمطالبة بها جريمة . ولكن ما زال سطحيا رغم المجازر , الطرفان معروفان معلومان , شعب وسلطه , مطالبين بالحرية والكرامة وطاغية متسلط .
كانت سهلة , نستطيع أن نراها بوضوح كوضوح الشمس.
الآن أصبحت معقده , دخلت فيها أطراف وأطراف , تتقاتل بينها ,
القاعدة , جبهة النصرة , الجيش الحر, كتائب وفصائل كثيرة , ثم داعش بقوتها العسكرية وغبائها السياسي , المعارضون في الخارج , المعارضون في الداخل السلطة الغاشمة , الجيش السوري.
نزاعات وحروب بالسلاح وبالإعلام .
الضحية أطفال سوريا .
عن ماذا أكتب ؟
عن الشعب المطحون بين فوهات البنادق والسلطة المجرمة؟
عن الأطفال والأمهات والأيتام والأرامل ؟
عن التفجيرات وهدم المباني والبنية التحتية ؟
عن حرب كانت بين طاغية وشعبه إلى حرب طائفية وكل طائفة تحشد لتقاتل الأخرى على أرض سوريا وعلى حساب شعبها ؟
عن التدخل الإيراني التركي والعراقي واللبناني والسعودي والقطري والإماراتي والليبي ؟
عن التدخل الأمريكي والروسي الفرنسي والبريطاني والصيني ؟
عن توقف العالم عن التدخل عندما كانت السلطة الباغية ترتكب المجاز كل دقيقة وليس كل يوم؟
عن تدخل العالم الغربي والعربي بالطيران لقصف ما تبقى من سوريا بحجة داعش ؟
عن غباء قادة الجيش الحر وكل الكتائب المقاتلة ؟
عن الغباء السياسي المطلق لداعش وقطع الرؤوس وتهجير الآمنين؟
عن القيادات العربية التي فتحت الباب مشرعا أمام كل الطامعين في سوريا للتدخل؟
عن إيران التي تزرع حزب الله و الحوثيين وتدمر سوريا واليمن وتستولي على السلطة في لبنان وسوريا واليمن؟
عن المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا بقلوب طاهرة يبغون نصرة الحق فإذا بهم في أتون حرب قذرة لا ترضي الله ورسوله ؟
عن أي سوريا اكتب ؟
وهل أغبياء القادة في سوريا يقرؤون ؟
هل الشعب السوري لديه الوقت ليقرأ وهو جائع خائف ؟
هل هذا الطفل البطل يقرأ ما نكتب ؟
هل نستطيع أن نعالجه ونعلمه ونشعره بالأمان؟
هل نستطيع أن نبني له بيته الذي فجّر ودمّر؟
هل نستطيع إعادة أمه وأباه وأخاه الذين قتلوا
هذا ال ” هل ” يدمر داخلي , يقطع قلبي , يجري الدمعة من عيني .
أقول فقط ” آسف يا سوريا”
آسف لأن قادتك خذلوك
آسف لأن مقاتليك خذلوك
آسف لأن الأحرار خذلوك
آسف لأن الإسلاميون خذلوك
آسف لآن القادة العرب خذلوك
آسف لآن العالم خذلك
أسف لأن العرب خذلوك
آسف لأنني أنا خذلتك .
مهما قلت من أعذار ومبررات لن تعيد نقطة دم أو دمعة حزن
وأنتم اعتذروا وادعوا وافعلوا ما شئتم ,
بعدها أذهبوا لتناول الطعام وشرب الشاي ومشاهدة التلفاز .
لا تخافوا , فأنا مثلكم.
العاجز المعتذر لله ثم للشعب السوري
صالح بن عبدالله السليمان