منوعات

شاهد غرائب لندن التي سمحت لمتجر هارودز ببيع الكوكايين

في لندن، حيث يقضي آلاف الخليجيين عطلاتهم الصيفية، قصص عجيبة ومعلومات عنها يجهل غرائبها الكثيرون، وتمنى زملاء لو أكتب عما أعثر هنا وهناك على ما يثير منها الفضول، وقد لا يدري به معظم سكان المدينة التي بناها الرومان كمستعمرة سموها “لوندينيوم” قبل 2000 عام، ثم تضخمت مع الزمن، إلى درجة أصبح يجري تحتها 20 نهرا يسمونها underground rivers of London وهي روافد من نهر “التيمز” ولكل منها اسم في جدول رسمي.

لندن مساحتها 1572 كيلومترا مربعا، وسكانها 8 ملايين و500 ألف، وتضم في داخلها مدينة ثانية بالاسم نفسه أيضا، هي “سيتي أوف لندن” التي جعلتها العاصمة الكبرى حيّا للمال والأعمال في وسطها، وسمتها “سيتي” اختصارا، وهي صغيرة سكانها، كانوا 7375 بإحصاء 2011 المتضمن أن 0.9 % منهم، أي 66 تقريبا، هم من العرب.

ومساحة “سيتي أوف لندن” أقل من 3 كيلومترات مربعة، وهي أكبر قليلا من حديقة “هايد بارك” التي دشنوها في 1637 وتضم 4 آلاف شجرة، إضافة إلى مقبرة للكلاب والقطط، يجهل وجودها معظم رواد الحديقة، ممن معدلهم السنوي 50 مليونا، أي ربع زوار أشهر شوارع بريطانيا، وهو “أوكسفورد ستريت” المجاور لها ولما يسمونه “بيروت الصغيرة” وهو شارع “ادجور رود” المعروف مع متفرعاته، باسم “حي العرب” في لندن.

مما لا يعرفه كثيرون عن لندن، أن ساعة “بيغ بن” لم يكن لها اسم على الإطلاق، لا في الماضي ولا في الحاضر، طبقا لما قرأت عنها في موقع الساعة نفسه، بل الاسم هو لجرس كبير معلق داخل “برج الساعة” الذي غيّروا اسمه في 2012 إلى “برج اليزابيث” لمناسبة حلول “اليوبيل الماسي” ذلك العام بمرور 60 سنة على تتويج الملكة. أما الجرس فسموه تيمنا بصانعه، المهندس بنجامين هول، أو “بيغ بن” كما اعتادوا على اختصار اسمه الأول، مرفقا بوصفهم لضخامة جسمه.

ومعظم اللندنيين لا يدرون بالأغرب، وهو أن أكثر من 63 ألف امرأة، يمثلن 20 % من عدد نساء لندن بسبعينات القرن الثامن عشر، كنّ harlots أي مومسات، وأن كل سفينة تابعة للبحرية البريطانية تدخل “ميناء لندن” الممتد مع ضفاف نهر “التيمز” حتى بحر الشمال عند المحيط الأطلسي، ملزمة بالقانون على تقديم برميل من النبيذ للمسؤول العسكري عن أهم معلم سياحي فيها، وهو “برج لندن” الذي تم بناؤه في 1066 زمن غزو النورمان لانجلترا، والمحفوظة فيه جواهر التاج البريطاني.

تقليد تقديم البراميل إلى “الأمين” على البرج، وهي رتبة شرفية مهمة وعسكرية يحلم بها الكثيرون، مستمر منذ 7 قرون تقريبا، لكنهم اختصروه باحتفالات مكلفة الطقوس جدا، ولها في “يوتيوب” فيديوهات ، ويمكن البحث بالموقع عنها باسم Ceremony of the Constable’s Dues ليرى المشاهد جنود البحرية كيف يحملون برميلا لتقديمه في مراسم مهيبة، حفظا لتقليد لا رغبة لأحد بتغييره.

شارع “ها ها” في غرينتش

في لندن، السائرة بشوارعها أكثر من 21 ألف سيارة تاكسي، غرفة يسمونها The Rain Room تنهمر فيها قطرات الماء بالآلاف عليك كل ثانية حين تدخل إليها في معرض غاليري Barbican للفنون، وتنظر حولك فترى أرضها مبللة، لكنك لا تجد أي قطرة سقطت عليك، ويمكن للقاريء العثور أيضا في “يوتيوب” على فيديو عنها، كما ومعلومات “أونلاين” عنها وعن برميل النبيذ لبرج لندن.

وفي ساحة “ترافلغار”بوسط المدينة، تمثال لجورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، والشهير بتعهد لخصه مرة بعبارة قال فيها: “لن تطأ قدماي أرضا انجليزية أبدا”. مع ذلك، قام الانجليز بتكريمه بتمثال أقاموه في 1921 بإحدى أشهر ساحات لندن، وقاموا بالأروع له أيضا: نقلوا تربة من ولاية فرجينيا، حيث أبصر النور، وجبلوها باسمنت أميركي، ومدوها على قاعدة التمثال ليطأ بقدميه أرضا أميركية، لا انجليزية، حفاظا على تعهده التاريخي.

ولتصبح سائقا للتاكسي في لندن التي تضم 6128 مطعما تقدم مأكولات من 52 دولة، فأنت ملزم بالدراسة 4 سنوات لتتعرف إلى العناوين وكيف تصل إلى 60 ألف ساحة وجادة ومعلم سياحي وشارع فيها، وبعضها له اسم غريب، وأحيانا مضحك، كواحد مثلا اسمه شارع Ha Ha Road في ضاحية غرينتش بجنوب شرق المدينة، حيث نظام التوقيت العالمي الشهير، والذي إذا زرته فستعود خائب الظن ونادما مكسور الخاطر كسواك.

لن تجد في تلة بضاحية غرينتش، وهي الأكثر ارتفاعا في لندن، ما كنت تظن أنك ستراه، أي الساعة التي اسمها “غرينتش” مثلا، فهي وهم وخيال ولا وجود حقيقيا لها على الإطلاق، وإذا سألت خبيرا بالمكان، فسيريك خطا صغيرا رسموه على الأرض، ويخبرك أن هذا الخط هو النظام العالمي للتوقيت، لأن المنطقة مرصد فلكي وللأبحاث، لا علاقة لها بما تظن، ثم يخبرك أن شمال الخط هو الشرق ويمينه هو الغرب، ولندن عند الخط تماما، وكلما ابتعدت عنه في أي اتجاه، فسيتغير عليك الزمن.

وعلقوا 50 ألف انسان على المشانق بقلب المدينة

أما الشوارع المحرجة في لندن التي تضم أكثر من 7 آلاف بار، أو Pubs شعبيا، فأحدها بحي “وولثم فوريست” في شمال شرق المدينة، واسمه Hooker’s Road أو “طريق العاهرات” الخالي من أي واحدة منهن. وفيها شوارع قد لا يصدق أحد كيف وافقوا على أسمائها، ونحجم عن نشرها، لكن بامكان القاريء العثور عليها في بحث سهل بمواقع التصفح، ليجد شوارع بأسماء أعضاء جنسية.

وهناك العشرات من المعلومات الغريبة عن لندن، وتحتاج إلى موضوع آخر يشمل بعضها، قد ننشره مستقبلا، وإحداها أن متجر “هارودز” الذي تم افتتاحه في 1834 بلندن، وتملكه حاليا الحكومة القطرية، كان يبيع الكوكايين حتى العام 1916 والهيرويين أيضا، من دون أي وصفة طبية.

ويرددون ما لم تتأكد منه تماما، بأن قانونا كان ساري المفعول في القرن السادس عشر بلندن، يسمح بضرب الزوجات، لكن قبل التاسعة مساء، كي لا يزعج صراخهن الجيران، وأن حديقة الحيوان في القرن الثامن عشر، وهي أول حديقة تم افتتاحها في العالم، كانت تسمح للأهالي بدخولها مجانا، إذا ما اصطحب أحدهم قطة أو كلبا لإطعامها للأسود والنمرة وما شابه.

لندن، حيث يقيم متحدثون بأكثر من 270 لغة أجنبية، هي أكثر ما يستقبل سياحا كل عام، ممن بلغوا في 2012 ما يزيد عن 15 مليون و300 ألف، بينما كانوا 12 بهونغ كونغ و10 في بانكوك ومثلهم بسنغافورة، وحوالي 8 ملايين و700 ألف في باريس وأقل منهم بمليون بنيويورك.

وكان فيها قديما موقع سموه Tyburn وهو الآن مربع “ماربل آرتش” المقابل لحديقة هايد بارك، والمتفرع منه شارع “أوكسفورد ستريت” وفيه جرت إعدامات بحق 50 ألفا علقوهم على المشانق طوال قرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: