تحقيقات وتقارير

التحرش ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع

 التحرش ظاهرة خطيرة تعاني منها المجتمعات حول العالم لما لها من أضرار نفسية سيئة للغاية فكان لعلم الإجتماع رأى في هذه القضية وكيفية معالجتها والتصدي لها. تقول الدكتورة نسرين البغدادي استاذ علم الإجتماع بمركز البحوث الإجتماعية الجنائية وعضو المجلس القومى للمرأة، تنتشر ظاهرة التحرش في جميع المجتمعات سواء اكانوا ممن يتميزون بالثقافات المنفتحة أو من أصحاب الثقافات المحافظة، أو من الأغنياء أو من الفقراء، وتطلعنا الصحف يومياً عن حوادث تحرش يتم إرتكابها وهي عابرة لكل المجتمعات والشرائح ،ولم يعد الأمر يتعلق بطبيعة صحية قامت باغواء مرتكب الفعل ولكنه أصبح يرتكب من جانب المتحرش دون وازع أوضمير، ونرى أن الضحية في معظم الأحوال وفي جميع المجتمعات تخشي دائماً من الإفصاح عن تلك الواقعة خشية النظرة المجتمعية وخشية من أسرتها والتي تسعي دائماً إلى الأخفاء خوفا من نظرة مجتمعية تحمل إتهاماً بالتراخي في تربية بناتهن، أو أن معرفة هذه الواقعة من أن تؤدي إلى تقليص فرص زواج البنت ، وغالباً تقوم الأسرة أيضا بالقاء اللوم على إبنتهم دون تقديم يد العون والمساندة، كماأن الأبنة تخشي من عدم حصولها على حقها وهروب الجاني من العقاب. أضافت البغدادى لقد أظهرت العديد من البحوث الميدانية التى تناولت ظاهرة العنف الممارس ضد المرأة أن على رأسها ظاهرة التحرش التي تتدرج من التحرش اللفظي وتصل إلى التحرش المادي، وأن من أكثر الأماكن التي تتعرض لها المرأة بالتحرش هو الشارع والمواصلات العامة، ومن منطلق تلك النتائج الميدانية كان قد تم اعلان إستراتيجية تمكين المرأة ٢٠٣٠ التي كان محور الحماية من المرتكزات الأساسية بها والذي يعتني بحماية المرأة من كل أشكال العنف ، ومن ثم تم تشديد العقوبة بالنسبة لمرتكب فعل التحرش، ولكننا نرى أن تربية الأسرة للذكور تزكي في أنفسهم أن الرجولة مرتبطة دائماً بالعنف الممارس ضد المرأة بجميع أشكاله وتتهاون معهم عند إرتكاب مثل الأفعال بل وتجد لهم المبرر دائماً، ويصاحب ذلك نظرة مجتمعية تضع الأنثى دائماً موضع الشك والأتهام وجعلها في حالة من حالات الخضوع الدائم والخوف من اللوم المجتمعي. قالت الدكتورة نسرين إذا كنا نريد توسيع حركة المرأة في المجتمع فلأبد لها من توفير الحماية الكافية ولا نلقى عليها باللوم الدائم، وأن يكون المجتمع هو الداعم والسند لها، فحركتها تؤدي دائماً إلى تسريع التنمية الإجتماعية، وهي دائماً إضافة للأسرة وتوسع من خياراتها، وتحديد حركتها من شأنه أن يجعل المجتمع في حالة من حالات التراجع وعدم إحداث أي تقدم ، وتظل الأسرة دائماً هى السياج الحامي والحاني والداعم والسند للأبنة، كما أنها أيضاً الرادع والمقوم للسلوك المعوج.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى