مقالات وآراء
حقوقيون يحتفلون بتكريم ا رمز الحركة الحقوقية المصرية والعربية
بالامس كانت أمسية وطنية بامتياز احتضنتها مكتبة مصر الجديدة العريقة حيث دعى رئيسها ا.د.نبيل حلمي استاذ القانون الدولي كل المهتمين بتاريخ مصر من كافة الاطياف من الشخصيات العامة للاحتفاء باقدم وزراء مصر وايقونة حقوق الإنسان في مصر والعالم والرئيس السابق للمجلس القومي لحقوق الانسان لسنوات طويلة الوزير محمد فائق
وقد حضر لفيف من الحقوقيين والقوميين وتلامذة واحباب وعشاق الرجل الذي حمل في قلبه وعقله جزء من تاريخ وذاكرة مصر وقد اهدى إلى المكتبة جزء كبير من مكتبته الخاصة مما حدى بمجلس أمناء المكتبة أن تقيم حفلا للاحتفاء به وبالطبع وقف المضيف يتحدث عن مأثر وتاريخ الرجل في مصر وأفريقيا وكيف انه كان ممثلا للرئيس عبد الناصر في أفريقيا وكان رمزا تقدره وتحترمه كل الشعوب والزعماء الأفارقة حيث شارك كل حركات التحرر وكان صديقا لمعظم زعمائها، نلسون مانديلا ولومومبا وليبود سينجور ونيكروما واحمد بن بلا وغيرهم،ولكن مالفت نظر الجميع هو حديث نبيل حلمي الضابط سابقا والذي كان يخدم في نفس السجن الذي كان فيه الاستاذ محمد فائق سجينا بعد أن حكمت عليه محكمة استثنائية شكلها الرئيس السادات ليحاكم كل رجال عبد الناصر او ماسماه موسى صبري وقتها”مراكز القوى” وكان نصيب وزير الإعلام انذاك محمد فائق عشر سنين سجن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم،والعجيب ماقاله المضيف انه عادة مايستولي المنقلبون على وزارة الاعلام لينجح انقلابهم ولكن تهمة المحتفى به”محمد فائق” كانت انه قدم استقالته من وزارة الاعلام عام ١٩٧١ وكانت تسمى وقتها وزارة الإرشاد القومي،وقد نشأت صداقة بين السجين والسجان،لدرجة انه اصطحبه يوما في حديقة السجن لييلغه أن القيادة ابلغته أن الاستاذ محمد فائق لم يقم باي عمل مشين ويمكن أن يطلق سراحه وقد أمضى من العقوبة نصفها اي خمس سنوات على أن يقدم اعتذارا عما بدر منه ،ويستطرد الضابط السابق “نبيل حلمي” انه فوجئ برد “السجين ” محمد فائق انه لن يكتب اعتذار لأنه لم يفعل اي خطأ يستحق الاعتذار، وبالفعل لم يتم الإفراج عنه ودفع من عمره خمس سنوات أخرى سجينا ليكمل العقوبة كاملة ويفرج عنه ١٩٨١ ثم يعاد اعتقاله مرة أخرى في اعتقالات سبتمبر من نفس العام
ثم يخرج بعد وفاة الرئيس السادات،والاغرب انه يأتي الدور على المحتفى به ليتحدث فكعادته لايذكر هذا الأمر ابدا وحتى طيلة تواجدنا معه على مدار ثماني سنوات أعضاء في المجلس القومي لحقوق الانسان لم اسمعه يوما يذكر الرئيس السادات بسوء من قريب أو بعيد،ياه ماذا الكم من التصالح مع النفس،هيهات أن يجود الزمان بهذه الشخصيات ،التي تترك فينا أثرا لايمكن أن يمحى ،فهو بحق مدرسة للتسامح والعمل الجاد والكفاح والتعلم والايثار ،وجاء حديثه سلسا جميلا عن أيامه في أفريقيا والجزائر وعن حرب ١٩٥٦ وكيف انه ارتدى ملابس الفلاحين وانخرط في المقاومة الشعبية في بورسعيد وعن عمله في الأمم المتحدة وعن تأسيس المنظمة العربية لحقوق الانسان واشهارها في قبرص ثم تدخل مصر بطريقة شرعية وتأسيس دار المستقبل للنشر وكيف انه ضم في مجلس امنائها كل اعلام مصر وقتها ولم ينسى الرجل وهم يتكلم عن الماضي البعيد والقريب أن يترحم على الشهيدة شيرين ابو عاقلة ويدين الاحتلال الاسرائيلي والذي ارتكب جريمتي القتل والاعتداء على جنازتها، وتنتهي الأمسية ببعض الصور التذكارية مع الحضور بعد أن قدمت المنظمة العربية والمنظمة المصرية درعيهما له تعبيرا عن الامتنان لرائد الحركة الحقوقية المصرية والعربية،حديث جميل ورقيق مع تأثر وشجن بالغ
من ا.د. نيفين مسعد استاذ العلوم السياسية وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان وحكايات جميلة ولو اتسع الوقت لكنا سمعنا من الكاتب والمؤرخ القومي العربي الاستاذ احمد الجمال مزيد من أسرار تاريخ الحقبة الستينة والسبعينية من القرن الماضي والتي تزخر بالأحداث السياسية او ماتلاها من الوزير الدكتور علي الدين هلال الذي حضر متأخرا ليشارك أيضا في صالون الجراح الذي يقيمه الصديق ا.د. جمال سعيد استاذ جراحة الأورام في نفس المكان بعد الاحتفال والاحتفاء مباشرة وهذا يحتاج إلى مقال اخر عما قريب..أن شاء الله