موقع روسي: هل تستمر النار الأفريقية في الاشتعال؟
تناول تقرير نشره موقع المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات بؤر التوتر والصراع في قارة أفريقيا، محذرا من انتشار الأعمال العسكرية وتورط لاعبين من خارج مناطق هذه الصراعات.
ورصد كاتب التقرير ديمتري مينين مناطق هذه التوترات في ما سماها ساحات القتال 2024 في أفريقيا، متسائلا عما إذا كانت النار الأفريقية -التي ظلت مشتعلة لسنوات- ستستمر في الاشتعال.
واستهل التقرير رصده بؤر الصراع في القارة بمنطقة الساحل الأفريقي التي قال إنها أصبحت تحت دائرة الضوء خلال السنوات الأخيرة بسبب التهديدات الأمنية والاضطرابات الخطيرة التي تهدد المنطقة.
احتمال حدوث صراع عسكري خطير
وأضاف أن الصراع المختمر في غرب القارة يمكن أن يتحول إلى اشتباكات عسكرية خطيرة بين دول المنطقة، خاصة أن الهيكل الإقليمي المسمى “إيكواس” آخذ في التصدع، حيث تخلت بوركينا فاسو ومالي والنيجر عن مظلة باريس الأمنية وأصبحت مهددة بالغزو من قبل الأعضاء المتبقين في المنظمة، مشيرا إلى أن فرنسا تحاول بوسائل سيئة الحفاظ على هيمنتها الاستعمارية.
وقال إن الولايات المتحدة تحاول في الوقت نفسه الحفاظ على نفوذها في الساحل، حيث تستقر في الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في القارة (نيجيريا الغنية بالنفط) وتسعى لاستخدامها معقلا محليا و”شرطة إقليمية”.
مصر وإثيوبيا
ثم أورد مينين الخلافات المصرية الإثيوبية بشأن سد النهضة، قائلا إنه الأول حول المياه، لافتا الانتباه إلى أن المحللين يتوقعون منذ فترة طويلة أن القرن الـ21 سيشهد نقصا فادحا في الموارد المائية وسلسلة من الخلافات الناشئة عن ذلك، مشيرا إلى أن المرحلة النهائية -وهي الخامسة- من خطة إكمال السد على وشك الإنجاز، مما ينذر مصر بأكبر المشاكل.
وأشار إلى توقيع إثيوبيا وأرض الصومال اتفاقا بشأن الاستخدام طويل الأجل لميناء بربرة، قائلا إن الواضح هو أن القيادة الإثيوبية باتت تستعد لمواجهة صراع وشيك.
من جانبها، اعتبرت القاهرة ومقديشو توقيع هذه الوثيقة بمثابة إعلان للحرب، وقال إنه بعد ذلك مباشرة بدأ يتشكل في المنطقة تحالفان متعارضان، والمعيار الرئيسي للانضمام إلى أحدهما هو الموقف من سد النهضة، مشيرا إلى أن إريتريا -التي ظلت محايدة خلال اشتباك أديس أبابا مع إقليم تيغراي الانفصالي- تستطيع إعادة النظر في موقفها.
السودان وباب المندب وليبيا
ثم ذكر الكاتب الصراعات في السودان وباب المندب وليبيا، وقال إن خطورة هذه الصراعات أنها تدور على مقربة من صراع متصاعد في الشرق الأوسط، والاندماج المحتمل بين هذه البؤر الساخنة محفوف بأزمة ذات أبعاد تجعل جميع نقاط التوتر الأخرى في العالم تتضاءل إذا ما قورنت معها.
وأشار إلى أن القوى الغربية تخلفت لفترة طويلة عن الصين في التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية، قائلا إن سياسة بكين لا تقوم على التحريض على أي صراعات عرقية أو قبلية أو بين الدول، وتتبع فلسفة مختلفة تماما في السياسة الخارجية الغربية.