أخبار

سعود الفيصل: السعودية ومصر مصير واحد.. وسنسد أي فجوة مالية من أي عقوبات غربية عليها

تعهد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اليوم الاثنين بسد اي فجوات مالية تنتج عن سحب دول غربية لمساعداتها لمصر بسبب حملتها الامنية على المحتجين من انصار جماعة الاخوان المسلمين.

وقال سعود الفيصل، في بيان أصدره اليون بثته السفارة السعودية بالقاهرة منذ قليل، “لمن أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها, فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها, ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر, لأن “مصيرنا واحد وهدفنا واحد فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك.”

وأكد أن “ما تشهده مصر يعبر عن إرادة 30 مليونا، خرجوا في 30 يونيو معربين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.

وأوضح سعود الفيصل أن هذا التدهور “أدى إلى اجتماع كافة القيادات والقوى السياسية والاجتماعية للإعلان عن خارطة طريق جديدة تقود مصر لبر الأمان, بعد أن رفضت الرئاسة السابقة الاستجابة لرغبات الملايين من الشعب المصري”.

وأشار إلى أن خارطة الطريق تضمنت تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في تواريخ محددة تشارك فيها كافة القوى السياسية.

وكانت السفارة السعودية بالقاهرة أعلنت أن زيارة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الى باريس اليوم, ولقاءه مع الرئيس فرانسوا أولاند جاءت للبحث مع الأصدقاء في فرنسا الأوضاع الراهنة في مصر بغية توحيد الرؤى على ما يجري فيها من أحداث مبني على حقائق وليس على فرضيات.

وأكد الفيصل أن انتفاضة 30 مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري, إذ أن الانقلابات العسكرية تجري تحت جنح الظلام, كما أن من تولى سدة الحكم في مصر رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري.

وأضاف أن العربية السعودية تنظر بأسف شديد إلى ما تشهده مصر من أحداث وتطورات بلغت إلى حد ما نراه اليوم لحرب في الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وترويع لأمن المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة وحرق محافظات مصر بأكملها من قِبَل تيار يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية المصرية, بل ويرفض كافة مبادرات الصلح التي أطلقها شيخ الأزهر علاوة على النداءات العربية والدولية.

واتهم أعضاء التيار بأنهم “بادروا إلى الاعتصام بميادين مصر وشلوا حركة الحياة في المناطق المحيطة بها, وروعوا سكانها وكدسوا الأسلحة والذخائر واستخدموا النساء والأطفال كدروع بشرية في محاولة لكسب تعاطف الرأي العام واستمروا في اعتصامهم لأكثر من أربعين يوماً, الأمر الذي يتعارض مع الادعاء بسلمية الإعتصامات ويتنافى في الوقت ذاته مع كافة القوانين الدولية في التعبير عن حرية الرأي وحقوق الإنسان”.

ولفت إلى “محاولات الحكومة المصرية المضنية في فض الاعتصامات بشتى الطرق السلمية وعبر المفاوضات إلا انه وللأسف الشديد قوبلت هذه الجهود بالتعنت والرفض بل ومواجهتها بالعنف عبر استخدام السلاح وقنابل المولوتوف ضد رجال الشرطة والمواطنين على حد السواء”.

وقال “على الرغم من كِبَر حجم الاعتصامات في كل من ميداني رابعة العدوية والنهضة, إلا أنه لا بد من الإشادة بما قامت به الحكومة المصرية وقدرتها على فضها في فترة زمنية قياسية قصيرة وبأقل عدد من الأضرار”، معتبرا أن ذلك “ليس من باب الفرضيات, وإنما من واقع أحداث مسجلة بالصوت والصورة”.

وشدد على أن حرق المساجد والكنائس والمنشآت العسكرية وأقسام الشرطة وترويع الآمنين ومحاولة تحويل الأزمة إلى حرب شوارع, وتزامن هذا النشاط الغوغائي مع العمل الإرهابي في سيناء يؤكد أن المنبع واحد.

وقال إن هذا “أمر يدعو للأسى والحزن ولا تقبل به جميع المبادئ والقوانين المحلية والدولية ويتنافى مع سلمية الاحتجاجات, مع الأخذ في الاعتبار أن جميع قوانين دول العالم تمنع وبشكل قاطع أي تظاهرات مسلحة أو تهديد لأمن المواطنين أو المساس بالممتلكات العامة أو تعطيل الحياة ومصالح المواطنين”.

وأشار الى أننا نرى اليوم للأسف الشديد مواقف دولية أخذت مساراً غريباً في تجاهل هذه الحقائق الدامغة وركزت على مبادئ عامة وكأنها تريد التغطية على ما يقوم به هؤلاءالمناوئين من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن , بل ويشجع هذه الأطراف علىالتمادي في هذه الممارسات ,

وأعرب عن أسفه لأن “الموقف الدولي تجاه الأحداث الجارية في مصر يتعارض مع مواقفها تجاه الأحداث في سوريا”, متسائلا “أين الحرص على حقوق الإنسان وحرمة دمه والمذابح التي تجري كل يوم في سوريا والتي أدت إلى قتل أكثر من مائة ألف سوري ودمرت سوريا بأكملها دون أن نسمع هـمسة واحدة من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان حسب ما تقضي به مصالحه وأهوائه”.

وتابع الامير سعود الفيصل “هذه المواقف إذا استمرت فلن ننساها في المملكة العربية السعودية, ولن ينساها العالم العربي والإسلامي, وسيوصم هذا الزمان بأنه الزمان الذي انتهكت فيه الحقوق وبررت تبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل أو يرتكن إليها ضمير, ولن نأخذ من يتجاهل هذه الحقائق وينساق وراء الدعايات والأكاذيب الواهية بأنه حسن نية أو جهالة, وإنما سنأخذها على أنها مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية واستقرارهـما, فمصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقى المملكة والأمة العربية صامتة, وهي أمة إن شاء الله قوية بإيمانها وبشعوبها وبإمكانياتها”.

وقال ” ولتعلم كل الدول التي تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر بأن السعير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها, بل سينعكس على كل من ساهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجري على أرضها اليوم”.

وأعرب الأمير عن استغراب المملكة للمواقف الدولية التي تم التعبير عنها بشي من الاستحياء حول الوضع في مصر والذي يُظهِر ميلاً إلى جانب من يحاولون استخدام الشعب المصري كأداة من أدوات العمل السياسي.

وقال إنه إزاء هذه المواقف الدولية السلبية تجاه مصر, كان لابد للمملكة العربية السعودية أن تقف وقفة عز وحق معها, فمصر تعتبر أهم واكبر دولة عربية ولا يمكن أن تقبل المملكة أن يرتهن مصيرها بناء على تقديرات خاطئة.

وأضاف أن ما يحدث في مصر ليس إلا إرهاباً لا يراد به خيراً لها ولابد من مواجهته والتصدي له بكل قوة وحزم, وإلا فإن الإرهاب سيحقق ما يخطط ضد مصر واستقرارها, وطالب خادم الحرمين الشريفين بعدم التدخل في الشئون الداخلية في مصر وأن يترك هذا الأمر لشعبها وقيادتها, فهم أدرى بشئون بلادهم.

وأكد الامير الفيصل ان المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً وقفت وستقف دائماً مع مصر وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها, وتمنى من المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة جادة ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: