العالم يحبس أنفاسه ترقباً لضربة ضد سوريا خلال ساعات
يترقب العالم توجيه الضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري بخوف وقلق في ظل تسارع التنفيذ خلال الساعات المقبلة، وبحسب ما أشارت إليه وكالات الأنباء والصحف فإن الرئيس باراك أوباما يدرس توجيه ضربة للنظام السوري تكون محدودة في المدى والزمن، في وقت تجري مشاورات مكثفة بين الدول الغربية حول تدخل عسكري محتمل رداً على هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس/آب بريف دمشق.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، لم تكشف أسماءهم، أن الضربة الأميركية رداً على هجوم كيماوي تقول الولايات المتحدة إنه مؤكد في ريف دمشق الأسبوع الماضي، لن تدوم على الأرجح أكثر من يومين وستجري بشكل يجنّب الولايات المتحدة التدخل بشكل أكبر في النزاع المستمر في هذا البلد منذ أكثر من سنتين.
كما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن أوباما الذي مازال يدرس الخيار العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد سيأمر على الأرجح بعملية عسكرية محدودة.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الإدارة أن الضربة ستتضمن إطلاق صواريخ كروز من بوارج أميركية منتشرة في البحر المتوسط على أهداف عسكرية سورية.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن التحرك العسكري لن يكون حملة طويلة تهدف إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد أو تغيير موازين القوى في النزاع.
وأضافت أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية سيكشفون خلال الأيام القليلة المقبلة معلومات تدعم الاتهامات الموجّهة لدمشق باستخدام أسلحة كيماوية في الهجوم الذي أوقع 1300 قتيلاً، بحسب المعارضة الأسبوع الماضي، في وقت تنفي دمشق أن تكون استخدمت مثل هذه الأسلحة.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حلفائها لكن أملها ضئيل في الحصول على ضوء أخضر من الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا، حليفة دمشق الرئيسية التي وفرت لها تغطية دبلوماسية منذ بدء النزاع من خلال عرقلة أي قرار يدين نظام الأسد في مجلس الأمن الدولي.
في وقت ودعت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، الولايات المتحدة والأسرة الدولية إلى “الحذر” بشأن سوريا، محذرة من أن أي تدخل عسكري ستكون له “عواقب كارثية” على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أما صحيفة “الغارديان” البريطانية فقد أشارت اليوم إلى أن “طائرات وحاملات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، التي تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السوري، في إشارة لتزايد الاستعدادات لهجوم عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني – أن “اثنين من الطيارين التجاريين، اللذين يحلقان بانتظام من مدينة لارنكا القبرصية، أبلغا الصحيفة بأنهما شاهدا عبر نافذتهما طائرات نقل من طراز سي 130 وتشكيلات قليلة من طائرات مقاتلة على شاشات رادارهما، حيث أعربا عن اعتقادهما بأنها محلقة من أوروبا”.
وأضافت الصحيفة أن “مقيمين بالقرب من القاعدة الجوية البريطانية أكدوا أن “هناك نشاطات غير عادية في القاعدة تزيد على النشاط الطبيعي منذ 48 ساعة الماضية، مشيرة إلى أنه في حال صدور أمر أو قرار مهاجمة أهداف معنية في سوريا، ستعتبر قبرص مركزاً لهذه الحملة الجوية، كما أن وصول الطائرات الحربية يوحي بأن بريطانيا اتخذت قرار التأهب في الوقت الذي يصعّد فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة أوروبا موقفهم المعارض للرئيس بشار واتهام قواته المسلحة بشنّ هجمات بالأسلحة الكيماوية، وقتل المئات في شرق دمشق الأربعاء الماضي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “حالة المواجهة بين سوريا والغرب اشتدت بشكل خطير عندما تعرّض فريق التفتيش عن الأسلحة التابع للأمم المتحدة للخطر بسبب قربه من الموقع الذى تعرض لهجوم بالأسلحة الكيماوية”.
إلى ذلك ذكرت وكالة “رويترز” أن إيران حذرت اليوم الثلاثاء من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، قائلة إن الصراع الذي سينجم عن ذلك سيحيق بالمنطقة كلها.
من جانبه كشف منذر ماخوس، سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس، أن “ضربة عسكرية ستطال نظام الأسد لا محالة”، موضحاً في سياق متصل أن الساعات المقبلة من يوم الثلاثاء ستكون حاسمة، وستكون الأيام الثلاثة أو الأربعة اللاحقة حبلى بتطورات لم تشهدها المنطقة ولا العالم منذ سنوات طويلة.
وبخصوص الإجماع لدى السوريين، حول ضربة عسكرية محتملة، قال ماخوس: “لا يوجد في المعارضة السورية الأساسية على الأقل، وهي الأغلبية، من يعارض تحمل المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية، أمام المجازر التي قام ويقوم بها النظام السوري”.
وأضاف ماخوس في برنامج “بانوراما” على قناة “العربية” أنه لا يوجد :”قرار أو اتفاق نهائي حول شكل العمليات التي ستحدث، ولكن الأمر الأكيد أن هناك ضربة وهناك اتفاقا وهناك تغطية سياسية موجودة اليوم، وأنا لا أكشف أسرارا ولكن أؤكد وجود عملية تنسيق والأدوار محددة”.
وكشف منذر ماخوس أيضا عن وجود قرائن لاستخدام النظام السوري للسلاح النووي في حق المدنيين، قائلا: “ليكن واضحا لدى الرأي العام السوري والعربي والدولي أن “هناك قرائن ملموسة لدى فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة منذ الساعات الأولى على أن النظام استعمل السلاح الكيماوي ضد السكان، وهذه القرائن تم الحصول عليها قبل فتح التحقيق الدولي”.
وأضاف منذر ماخوس في تصريحاته لقناة العربية: “انتظروا غدا (الثلاثاء)، وسوف تسمعون خطابا مهما جدا، والأيام الثلاثة أو الأربعة اللاحقة ستكون حبلى بتطورات لم تشهدها المنطقة ولا العالم منذ سنوات”.
وأوضح ماخوس أن “الخطاب ليس من المعارضة السورية، وإنما سيكون من الدول الفاعلة، الصديقة للشعب السوري، والتي هي بصدد القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي والسياسي تجاه سوريا”.
وقال سفير الائتلاف السوري في باريس “أنا أتحدث عن الغد يعني، الثلاثاء، وأقصد الإعلان عن أمور مهمة، أما الأيام التالية فستكون حبلى بأحداث تختلف عما عهدناه منذ زمن طويل”.
وتابع ماخوس بقوله “هناك تحرك دولي مفترض، ولن يكون متعلقاً فقط بعملية عسكرية، وإنما هناك قسم سيقوم به الجيش السوري الحر”.
وأضاف “هناك عملية عسكرية متكاملة تماما، وسوف يكون لدى مقاتلي الشعب السوري وسائل جديدة وبوتيرة مختلفة، عما سبق كما ونوعا”.
ولاحظ ماخوس أن “المجتمع الدولي لن يأتي لخلع الأسد، فهناك قسم من المسؤولية نحن نتحمل مسؤوليته”.
ومن جهته، أوضح أنردو تبلر، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط أن “هناك تكتماً كبيراً في البيت الأبيض حول نوعية وتوقيت الهجوم الذي قد يقوم به الجيش الأميركي، وهذه إجراءات طبيعية معروفة لدينا”.
وقال أندرو إن “الاتصالات التي يجريها البيت الأبيض منذ الأمس تؤكد أن الأسد قد فقد آخر فرصه”.
وسجل أندرو أن “تركيا سيكون لها دور محوري في قابل الأيام، ولن يكون هناك تحالف للناتو فقط وإنما هناك تحالف حقيقي للتدخل وإنفاذ الخطوط الحمراء المتعلقة باستعمال الأسلحة الكيماوية”.