أخبار

أخيرا .. رسميا وفاة شارون صاحب التاريخ الأسود بعد غيبوبة إستمرت لمدة 8 سنوات

توفي اليوم السبت أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق عن عمر يناهز 86 سنة بعد صراع طويل مع المرض حيث دخل في غيبوبة عميقة منذ حوالي 8 سنوات تقريبا.

ولد شارون في قرية كفار ملال بفلسطين أيام الانتداب البريطاني، وكان اسم عائلته الأصلي شاينرمان وكان والداه من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا. إذ ولد أبوه في بولندا بينما ولدت أمه في روسيا. يعدّ شارون من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية. والرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية.

هو شخصية مثيرة للجدل في داخل إسرائيل وخارجها ويذهب البعض إلى وصفه كمجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982.

وقد اضطـُرّ سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة للتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة.

أما في 2001 ففاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية العامة إذ تبنى مواقف سياسية أكثر اعتدالا.

وفي سنة 2004 بادر شارون بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية من قطاع غزة. في يناير 2006 غط في غيبوبة بعد جلطة دماغية.

كان شارون قد أصيب يوم الإربعاء 4 يناير 2006 بجلطة سببها نزيف دماغي حاد سبب له فقدان وعيه. أدخل شارون إلى مستشفى هداسا عين كرم في القدس حيث أجريت له عملية أولى دامت 6 ساعات. ورغم استقرار حالته الصحية نتيجة العملية، فلم يعد شارون إلى وعيه. منذ ذلك، اضطر الأطباء إلى إعادته لغرفة العمليات بضع مرات بعد أن اكتشفوا وجود مناطق أخرى في الدماغ تعاني من النزيف، ومشاكل طبية أخرى تميز حالة عدم الوعي.

وفي 28 مايو 2006 نـُقل إلى مستشفى “شيبا” في رمات غان بجانب تل أبيب) وفي مقابلة صحافية مع إذاعة غالي تساهل في 17 سبتمبر 2008 قال الطبيب المسئول عنه إنه في حالة “الوعي الأدنى” حيث يحس بالألم ويرد ردًا أساسيًا على سماع صوت أقربائه، ولكنه ما زال في حالة خطيرة دون أن يطرأ تحسن ملموس في حالته الصحية منذ نقله إلى المستشفى.

محطات من حياة المجرم شارون

أرييل شارون أحد أبرز المسؤولين الإسرائيليين وأكثرهم إثارة للجدل، قضى حياته في التنقل بين الجيش والسياسة، وكانت قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي الـ 11 معززة لدولة إسرائيل، لكنها أدّت دائما إلى انقسامات وخلافات. شارون الذي استمرت غيبوبته 8 سنوات منذ عام 2006 بعد إصابته بسكتة دماغية، كان مثيرا لإعجاب واستياء مواطنيه، فهو بطل المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، لكن آخر قراراته بالانسحاب من قطاع غزة تسبب بصدمة العديد من مؤيديه. اتهم شارون بالمسؤولية عن جرائم عديده منها مجزرة قبية 1953م، وقتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967م، واجتياح بيروت و مجزرة صبرا وشاتيلا، واستفزاز مشاعر المسلمين باقتحامه للمسجد الأقصى سنة 2000م، وكذلك مذبحة جنين 2002م، والكثير من الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين. ولد شارون في فلسطين عام 1928 حين كانت تحت الانتداب البريطاني، وشابا انضم لمنظمة الهجانة اليهودية المسلحة، وحارب كقائد فصيلة في حرب 48. شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيرا في معارك اللطرون عام 1948، وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي –المشير فيما بعد.

في الخمسينيات تولى قيادة مجموعة من القوات الخاصة أطلق عليها “الوحدة 101″، كان هدفها شن هجمات انتقامية للرد على العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون عبر الحدود، إلا أن وحدة شارون العسكرية أثارت الجدل بعد مذبحة قبية في خريف 1953، والتي راح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين، وقام بمجزرة بشعة في اللد عام 1948 حصد خلالها أرواح 426 فلسطينيا بعد أن اعتقلهم داخل المساجد. وحارب شارون في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، وبرز كمخطط استراتيجي، وقاد كتيبة مظليين في حرب السويس عام 1956 وترقى إلى رتبة جنرال. وفي حرب يونيو/ حزيران 1967 تولى شارون قيادة قطاع في سيناء، ولعب دورا هاما في احتلالها.

وبعد ست سنوات قامت مصر وسورية بحرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 لتحرير سيناء والجولان المحتل، وقاد شارون فرقة إسرائيلية لفتح الثغرة التي تسببت بمحاصرة الجيش الثالث في سيناء. فاز شارون بمقعد في الكنيست عن حزب الليكود اليميني بعد أسبوعين من انتهاء حرب 1973، لكنه ترك الكنيست بعد عام ليتولى منصب المستشار الأمني لإسحاق رابين. ثم عاد للكنيست عام 1977، وشغل منصب وزير الدفاع في حكومة مناحيم بيغن عام 1981، وفي 1982 خطط ونفّذ عملية غزو لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. وتسبب شارون في قتل مئات الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، كما سمح للميليشيات المسيحية المسلحة بقتل الفلسطينيين في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. وأدّت هذه المجازر إلى طرده من منصبه عام 1983 بعد إدانته بالقتل من خلال التحقيقات التي أجرتها محكمة إسرائيلية في عملية غزو لبنان. وخلال عمله وزيرا للإسكان في بداية التسعينات، قاد أكبر عملية بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967. وحرص نتنياهو على ضمّ شارون لحكومته بعد وصول الائتلاف اليميني الذي قاده للسلطة عام 1996.

وبعد هزيمة نتنياهو في انتخابات عام 1999، أصبح شارون زعيم حزب الليكود اليميني الذي قاد المعارضة، ضد حكومة إيهود باراك. وعقب فشل مفاوضات كامب ديفيد للسلام عام 2000 بين إسرائيل والفلسطينيين شن شارون حملة ضد باراك واصفا إياه بأنه مستعد لبيع القدس من أجل السلام مع الفلسطينيين. وفي عام 2000 قام شارون بصورة مفاجئة بزيارة للمسجد الأقصى، وهو ما أدى لإطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وتسببت هذه الخطوة في حصول شارون على شعبية كبيرة بين اليهود، فحقق فوزا ساحقا في انتخابات عام 2001، حين تعهد بضمان أمن إسرائيل والوصول لسلام حقيقي، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه غير ملتزم بما وصلت إليه المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، كما اقترح بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.

وقرر شارون بصورة مفاجئة الانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، وهو ما أشعل الغضب ضده داخل إسرائيل وعرّضه لموجة انتقادات سياسية وشعبية. وأحدثت هذه القرارات انقساما داخل حزب الليكود نفسه الذي كان يتزعمه شارون، مما دفعه للانفصال عنه وتأسيس حزب “كاديما” في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2005 بالتعاون مع بعض حلفاءه السياسيين. واستطاع شارون قيادة كاديما للفوز بالانتخابات وأصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى، وفي ديسمبر/ كانون أول 2005 أصيب بأول جلطة دماغية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: