عائلة تعادي الصهيونية : نادية هارون تنهي حياة اليهود بمصر
سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الضوء على وفاة نادية هارون (59 عاما)، نائبة رئيسة الطائفة اليهودية بمصر، وشقيقة ماجدة هارون رئيسة الطائفة، واصفة وفاتها بأنها تضع نهاية للوجود اليهودي في مصر الذي يرجع تاريخه لآلاف السنين.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إلى أن نادية هارون كانت الأصغر سنا ضمن 20 يهوديا بقوا في مصر بعد أن أجبر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر 80 ألف يهودي على الرحيل خارج البلاد في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وأوضحت أن كثيرا من المصريين يعتقدون أن يهود مصر رحلوا مع النبي موسى، غير مدركين أنه مازال هناك يهود يعيشون بينهم، مشيرة إلى أن كتب التاريخ المصري لا تذكر الحاخام اليهودي الأكثر نفوذا في التاريخ موسى بن ميمون الذي عاش وتوفي في مصر.
ونقلت الصحيفة عن محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وصاحب أكثر الكتب مبيعا عن اليهود في مصر، قوله: “بعد حملة عبدالناصر أصيبت الجالية اليهودية بهيستريا دفعت 60% منهم للهرب إلى أوروبا والأمريكتين ومن بقوا تعرضوا للاضطهاد”.
وأضاف أبو الغار: “جنازة نادية هارون اليوم لن يحضرها إسرائيليون؛ فهذه العائلة تعادي الصهيونية، وحين توفي والدها شحاتة هارون المحام والكاتب والناشط الذي دافع عن حقوق اليهود بمصر، طلب في وصيته عدم السماح للإسرائيليين الصلاة في جنازته”.
كما نقلت الصحيفة عن ماجدة هارون، شقيقة نادية، ورئيسة مجلس الجالية اليهودية في القاهرة، قولها إنها تستعد لتكون آخر من يغلق الباب على حياة اليهود بمصر، لافتة إلى أنها ستسلم السلطات المصرية مفاتيح 27 معبدا يهوديا، بالإضافة إلى مقبرة “البساتين” التي تعد واحدة من أقدم المقابر اليهودية في العالم.
يذكر أن نادية هارون توفت يوم الخميس الماضي وتأجل تشييع جنازتها لحين قدوم حاخام يهودي من فرنسا لرئاسة صلاة الجنازة بعدما رفضت شقيقتها ماجدة هارون رئيسة الطائفة الاستعانة بحاخامات من إسرائيل.
وكانت الراحلة تعمل محامية وكانت عضوة بارزة فى الحزب الشيوعى المصرى وهي ابنة شحاتة هارون المناضل اليساري المصري الذي قام بدور بارز فى مقاومة الاحتلال الإنجليزى ورفض مغادرة مصر بعد ثورة يوليو 1952 وظل معتزا بكونه يهوديا مصريا.