ثقافة وفنون

بقى من الأعيان.. هذا ما جناه رفاعة الطهطاوي من محمد علي وأبنائه بعد عودته من فرنسا

تربى رفاعة رافع الطهطاوى في حضن الأزهر وأدرك ضرورة وجود نهضة علمية شاملة في بلاده، فكان أحد قادة الفكر والأدب لرفع وعى الشعوب وقيادة العامة ضد الإقطاع والمماليك والاستعمار الفرنسي

ولد رفاعة رافع الطهطاوي في مثل هذا اليوم 15 أكتوبرعام 1801 في طهطا وفيها تلقى علومه الأولى، وفى 1817 حضر الى القاهرة والتحق بالأزهر خمس سنوات ختم فيها دروسه، وعندما وصل سنه الـ 21 قام بالتدريس في الأزهر، ونظرا لنبوغه أوفدته الحكومة عام 1926 للدراسة في فرنسا بترشيح من أستاذه الشيخ العطار

أظهر الطهطاوى نبوغا وسط زملائه وأصبح فيلسوف الثورة الفكرية الحديثة وواضع أسس النهضة العلمية والحضارية

تكريم سلطانى

عندما عاد من باريس أرسل الوالى محمد على ابنه إبراهيم باشا ليكون في استقباله هو ورفاقه في ميناء الإسكندرية، وأهداه إبراهيم باشا حديقة نادرة المثال مساحتها 36 فدانا، وأصدر أمرا بتعيينه مترجما في مدرسة طرا، كما أنعم عليه محمد علي بأطيان قدرت بـ 250 فدانا بقرية طهطا وانعم عليه سعيد باشا بـ 200 فدانا والخديو إسماعيل بـ 250 فدانا لتصبح ملكيته 700 فدانا، كما أنعم عليه الخديو عباس برتبة اميرلاى

أصبح الطهطاوى إماما للحركة العلمية في مصر ولقب بأبو التعليم، لكنه لم تؤثر إقامته في باريس في عقيدته ولا أخلاقه ولا في عاداته، وخرج علمه وإشعاعاته الفكرية في الحياة بمدرسة الطب ومدرسة الالسن والهندسة والعمارة وقلم الترجمة واشرافه على جريدة الوقائع المصرية كما رأس تحرير مجلة روضة المدارس، فلم يترك ميدانا من ميادين النهضة إلا خاض فيها

النهضة العلمية

كان الطهطاوى يرى أن النهضة العلمية يجب ألا تعتمد على الترجمة وحدها بل ينبغي أن تستند إلى أحياء المؤلفات القديمة ونشرها بين الناس، فسعى حتى طبعت مجموعة كتب عربية عم الانتفاع بها في الازهر وفى غيره

إضافة الى ذلك كان للطهطاوى جهودا فائقة في ميدان التربية والتعليم وله نظرية مشهورة في تربية النشء يقول فيها ( على المربى ان يتبين ميول الطفل وما هو مستعد له من الاعمال ومتهيئ له منها فيعلم انه مخلوق له وليس على المربى ان يوجهه الى غير ما هو مستعد له )

اسس الحياة العصرية

تناول الطهطاوى في مؤلفاته العديدة أسس الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ودعا الى إعادة النظر في القيم التقليدية، وبشر بالحرية والاخاء والمساواة كأساس للمجتمع الانسانى، حتى أنه وضع أساس تحرير المرأة وحقها في العمل والعلم قبل قاسم أمين بخمسين عاما، فكان صاحب أول دعوة لتربية البنات وتعليمهن في كتابه (المرشد الأمين للبنات والبنين )

مؤلفات الطهطاوى

كما وضع الطهطاوى عددا كبيرا من الكتب بعضها مطبوع والأخر مخطوط في علم الكلام والنحو والفقه والبلاغة والحديث والادب والتاريخ والاجتماع والجغرافيا، ومن اشهر كتبه ( تخليص الابريز في تلخيص باريز ) الذى يعتبر دعوة للارتقاء ومنهاجا للنهوض بالامة كلها..كما ترجم عدد كبير من المؤلفات في شتى المعارف والعلوم الإنسانية حرصا منه على نقل الحضارة الأوروبية الى البيئة العربية في مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى