الرجل الذي يلبس سترة خضراء في شارع كيلبون بلندن
كنت ارقب يوميا من شرفة غرفتي المطلة على احد الشوارع الجانبية لشارع كيلبون وهو احد الشوارع المعروفة في لندن…ذلك الرجل الذي يلبس سترة خضراء تشبه تلك التي يرتديها رجل المرور او المطافي ولكن باللون الأخضر فوق ملابسه وهو يجمع أوراق الشجر الصفراء المتساقطة على الأرصفة والطريق ووضعها في أكياس خضراء خاصة ويجمع هذه الأكياس في مناطق مختلفة إلى أن تأتي سيارة تشبه سيارات جمع القمامة وتأخذ كل ماجمع، اما إذا كانت الكميات كبيرة فيتعاون اكثر من شخص في الجمع بمايشبه الجرافات ورفعها مباشرة إلى السيارة، وقد استوقفني هذا المنظر فسألت رفيقي محمدكريم وهو دليلي في لندن حيث يقيم منذ وقت طويل فقال لي انه يعاد تدوير ” ذهب ايلول ” كما تسميه السيدة فيروز لإنتاج السماد وعندما سألت احد القائمين بالجمع قال لي انه يدخل في عدة صناعات ومنها الورق، وفي مشهد اخر ملفت وجدت سيارات فنطاس مثل سيارات نقل الوقود تقف خلف مطاعم ماكدونالد باستمرار فقال لي محدثي انها تجمع الزيت الذي تم استعماله حيث يعاد تدويره ويستخدم بعد المعالجة لسيارات الشركة، فطفق إلى فكري ،ماذا لو جمعت هذه السيارات حصيلة طاسات الطعمية التي تزين معظم شوارع المحروسة، نعم فكلنا نعشق الطعمية ، ولكن هل يتم تدوير زيتها ام يتم إعادة استخدامه مرات ومرات فيصبح اقرب للمسرطنات؟، ليتنا نجمعه ونقايضه بنفس القيمة لنستخدمه في الأغراض الصناعية او الوقود ونحمي الاجيال ونوفر ماندفعه لعلاج الاثار الضارة منه و التي لايعلمها الا الله، أما المشهد الذي فضلت أن اخذ صورة تذكارية له فهو أثناء خروجنا من مكتبة لندن العامة والتي سحرتني باجنحتها ومخطوطاتها التي جمعت فيها كل العصور حتى نسخة القرأن الكريم المكتوبة من عهد سيدنا عثمان بن عفان وبعد أن استمتعنا بعزف الموسيقى في بهو المكتبة في نهاية اليوم، فإذا بي أرى هذا المشهد أثناء خروجي، وهي كما في الصورة اشبه بطفاية السجائر ولكنها بلاستيكية، فعرفت من رفيقي ودليلي في بلاد الانكليز.. انها طفاية لبان؟اه والله طفاية لبان، حيث كادت أن تفرض الحكومة على مصنعي اللبان ضريبة اضافية عالية نظرا لتأثيره الضار على البيئة، فرضوا وكانت احد الحلول المقترحة أن يتم وضع “طفايات” لبان على نفسهم في الاعمدة تفاديا للاثار المترتبة على قذفها على الأرض او في الأماكن العامة، فماذا نحن فاعلون في كوب ٢٧ الذي سوف تستضيفه مصر أو قمة المناخ في نهاية هذا العام بعد توصيات مؤتمر جلاسجو العام الماضي وتصريحات بوريس جونسون الغير مطمئنة، فلم يعد الحديث عن التغيرات المناخية رفاهية ،فأصبحت كل البيوت تعاني من شدة الحر الخليجي الغير مسبوق صيفا وشدة البرد الأوروبي شتاءا مع تواضع الدخل للاسرة المصرية والتي لاتتحمل لاهذا ولاذاك .