ريشة ماعت
ا.د. صلاح سلام
جاء في وثيقة حجر “العريش”ان اخناتون حوصر في مدينة اخت اتون لمدة تسعة ايام واضطر للهرب مع بعض اتباعه الى طريق حورس الحربي نحو العريش ثم اتجه بعد ذلك الى الجنوب الى بيت الله الذي كان هناك في “باخيت” منذ بدأ الخليقة التي هي مكة وفي منطقة تيماء جاءته البشرى بان الزوجة الملكية نفرتيتي””سارة” قد انجبت ولدا بعد ستة بنات وهو اسحق ويكمل الباحث سعد العدل ليضع الحقائق والبراهين ليدحض روايات العبرانيين ويتطلع جاهدا لارساء مبدأ الحقيقة والتي تستند الى العدالة من خلال سيرة الانبياء الذين قضوا على ارض مصر وطرا او الذين ولدوا على ارضها ابتداءا من ادم وقصة قابيل وهابيل وشيث والذي خلقه الله ليكون عوضا لادم وحواء عن مقتل هابيل..وحياة ادريس ورفعه الى السماء وصولا الى نوح وقصة الخليل ابراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام فكلهم عاشوا او ولدوا على ارض مصر …وفي كتاب ابو الفرج الاصفهاني يشدو ببعض الاغاني التي تقول ان اليهود ارسلوا للقضاء على العماليق وانهم اخذتهم الشفقة بابن ملكهم وكان غلاما جميلا فعادوا به بدلا من ان يقتلوه فعوقبوا بالنفي فاقاموا في يثرب ويذكر ان بعض الاثار التي وجدت في الجزيرة العربية تدل على وجود اصول فرعونية فيها….فمعني يثرب في الهيروغليفية هي مدينة المهجر.. جبل عرفات يعني بوابة السماء وبلاد الحجاز اي بلاد النور وعكاظ تعني سوق المبارزة الشعرية وخيبر تعني الالف جواد وتبوك تعني الجبانة وثقيف تعني مقر كتيبة الجيش وبنو النضير تعني ابناء الملوك والخزرج تعني متخصصي الفن والنحت وهكذا يتم الربط بين اخناتون اول الموحدين والخليل ابراهيم…وقد امن المصري القديم بأن لقا، الرب لاحيلة فيه وذكر ذلك في كتاب الموتى وان المحكمة الالهية المنصوبة تتكون من ازوريس المحامي العام وعضو اليمين ايزيس وعضو اليسار نفتيس واثنين واربعين محلفا يسألون لكل منهم سؤال والقادم من العالم الاخر يجيب..هل ارتكبت ضد الناس خطيئة؟ هل اتيت سوءا في مكان الحق؟ هل ارتكبت اي شئ خبيث؟ وتتوالى الاجابات انا لم اقتل..انا لم اسبب تعبا لانسان..انا لم اغتصب طعاما.. انا لم انقص قربان الالهة..انا لم اتسبب في بكاء انسان..اما لم ازني..انا لم الوث النهر.. انا لم امنع المياه في اوقاتها..انا لم اضع سدا للمياه الجارية..انا لم اغتصب لبنا من فم طفل..انا لم اخثر ميزان الحبوب..انا لم انقص المقياس..انا لم اتدخل مع الاله في شأنه..انا لم احول كفتي الميزان..انا لم اسرق ولم اتلصص..انا لم اضع الكذب مكان الصدق انا لم ازك الاشجار..فمي لم يثرثر… لم اكن متكبرا لم اعب في الذات الإلهية لم اسرق هبات المعبد.. لم اكن طماعا.. لم ابعث الخوف.. لم تكن ثروتي الا من ملكي…وهكذا تستمر المحاسبة ويصطف على احد جوانب القاعة الالهة التسعة “تاسوع” أي عين شمس وموازين رع التي يزن بها الصدق ويقف خلف المستجوب الاله تحوت المشرف على الميزان وخلفه حيوان بشع يسمى الملتهمة يكون متحفزا لالتهام الروح اذا كانت ظالمة ويترقب اله الولادة الامر وهو الذي اتى بهذه الروح الى الدنيا معه الاهي العقل والامر..ويوضع القلب في احد كفتي الميزان وفي الكفة الاخرى ريشة ماعت…ويقف الانسان يخاطب قلبه ويناشده الا يقف شاهدا ضده..ولكن هيهات فيصدر الحكم من الميزان العظيم..”فأما من ثقلت موازنيه فهو في عيشة راضية”…صدق الله العظيم وهنا لن تكون لتحوت اي سلطان عليه فقد شهدت له الالهة التسعة شهادة عادلة جدا فيؤمر بإعطائه الخبز والجعة اللتين امام”،اوزير” ويضع “اني: يده في يد “حور” ويخاطب اوزير…يارب ان جسمي خالي من الذنوب ولم انطق كذبا على علم مني …دعني اكن من أصحاب الحظوة من اتباعك..ثم يركع امام الاله الأعظم ويدخل مملكة” اوزير”…والجدير بالذكر ان هذه اللفائف البردية مضى عليها ٣٥٠٠ عام هذا للعلم والحديث في هذا الامر قد لا ينتهي ولكني اكتفي بهذا القدر.