التونسيون يختارون أول رئيس منتخب لبلادهم
يتوجه الناخبون التونسيون إلى صناديق الاقتراع صباح الأحد لاختيار رئيس جديد للبلاد في أول انتخابات رئاسية حرة منذ ثورة 2011، وسط إجراءات أمنية مشددة، ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت، خمسة ملايين ومائتي ألف ناخب.
وكانت عمليات التصويت على مستوى مراكز الاقتراع في الخارج قد انطلقت يوم الجمعة الماضي، بينما نشرت السلطات من أجل تأمين انتخابات يوم الأحد نحو ثمانين ألفاً من قوات الأمن والجيش.
ووضعت تونس يوم السبت اللمسات الأخيرة على الاستعدادات لأول انتخابات رئاسية تعددية .
يتنافس في الانتخابات 27 مرشحاً من بينهم زعيم حزب ‘نداء تونس’ الباجي قائد السبسي الأوفر حظاً بالفوز، والرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.
ويسمح الاقتراع باستكمال عملية إقامة مؤسسات راسخة في تونس بعد نحو أربعة أعوام من الثورة وعامين من التأخير، ويتنافس في الانتخابات 27 مرشحاً بينهم الرئيس المنتهية ولايته، المنصف المرزوقي، والباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس ، ووزراء من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، واليساري البارز، حمة همامي، ورجل الأعمال الثري، سليم رياحي، والقاضية كلثوم كنو، المرأة الوحيدة المترشحة إلى الانتخابات.
وقد تخلى خمسة من المرشحين عن السباق خلال الحملة لكن أسماءهم ما زالت مدرجة على بطاقات الاقتراع.
ولم يقدم حزب ‘النهضة’ الذي حكم من نهاية 2011 إلى بداية 2014 وحل ثانياً في الانتخابات التشريعية بحصوله على 86 مقعداً من أصل 217 في البرلمان أي مرشح، مؤكداً أنه يترك حرية الخيار لأتباعه لانتخاب رئيس ‘يشكل ضمانة للديموقراطية’.
وللمرة الأولى، سيكون باستطاعة التونسيين التصويت بحرية لاختيار رئيس الدولة، ومنذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وحتى ثورة 2011، عرفت تونس رئيسين فقط هما الحبيب بورقيبة ‘أبو الاستقلال’ الذي خلعه رئيس وزرائه، زين العابدين بن علي في نوفمبر/تشرين الثاني 1987.
وبن علي الذي حكم البلاد حتى 14 يناير/كانون الثاني 2011 تاريخ هروبه إلى السعودية في أعقاب ثورة عارمة طالبت برحيله.
وتتحسب السلطات لأي هجمات لمجموعات مسلحة خلال الاقتراع، ولذلك لن يفتح خمسون من مراكز الاقتراع سوى خمس ساعات بدلاً من عشر ساعات الأحد في مناطق قريبة من الجزائر حيث تنشط الجماعات المسلحة، بينما سيتم نشر عشرات الآلاف من عناصر الشرطة والعسكريين في جميع أنحاء البلاد لضمان أمن الاقتراع والناخبين.
وسيخدم رئيس تونس الجديد لمدة خمس سنوات ويدير شؤون الدفاع والشؤون الخارجية، ومع عدم حصول السبسي أو المرزوقي على ما يقارب الخمسين في المائة المطلوبة للفوز المباشر في الاستطلاعات، من المرجح أن تشهد الانتخابات إعادة في 28 ديسمبر/كانون الأول.