عادل عبد العزيز .. رئيس التحرير

من القاهرة إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي .. تأسيس فرع للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في شمال أوروبا بهولندا

سوف يتوقف تاريخ حقوق الإنسان العربي في شمال أوروبا طويلا أمام هذا الحدث الهام والكبير لإنشاء فرع للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، لأن الإنسان العربي أينما كان له حقوق عالمية وليس بوسع أي أحد أن يجعله يتخلى عنها أو يسلبها منه، لأن حقوق الإنسان العربي أينما حل وحيثما ارتحل غير قابلة للتجزئة سواء كانت مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، فهي جميعاً حقوق متأصلة في كرامة كل إنسان.

الأب الروحي وصاحب الشرارة الأولى

وبدعوة كريمة من الدكتور صلاح سلام الأب الروحي لهذه الفكرة وصاحب الشرارة الأولى لإنشاء هذا الفرع أثناء زيارته إلى هولندا والتي شملت أيضًا لندن وباريس، أجتمع مع عدد من المثقفين وأصحاب الإرادة السياسية والثقافية في العاصمة الهولندية أمستردام، وعبر برامج التواصل الأخرى في مطلع الشهر الجاري لخروج هذه الدعوة إلى النور والوصول لتحقيقها في أقرب وقت ممكن، وبناءا علية توجه يسري الكاشف لعقد لقاءات مثمرة مع علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة لوضع آلية الإنشاء والبدء بخطوات فعلية لجعلها حقيقة على أرض الواقع.

ولعل التاريخ الإعلامي الطويل ليسري الكاشف على مدار أكثر من ربع قرن بالإضافة إلى المنظمات والاتحادات التي يرأسها وساهم في إنشائها تجعله خير سفير لهذه المرحلة وتلك الفترة الحاسمة في هذا التوقيت.

القاهرة قلب الأمة العربية

انطلاقاً من دور مصر الريادي على كآفة الأصعدة وكل المجالات كان من الطبيعي أن يكون مقر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة وبأن الوطن العربي مهد الديانات وموطن الحضارات ذات القيم الإنسانية السامية التي أكدت حقه في حياة كريمة على أسس من الحرية والعدل والمساواة، وتحقيقا للمبادئ الخالدة للدين الإسلامي الحنيف والديانات السماوية الأخرى في الأخوة والمساواة والتسامح بين البشر واعتزازاً منها بما أرسته عبر تاريخها الطويل من قيم ومبادئ إنسانية كان لها الدور الكبير في نشر مراكز العمل بين الشرق والغرب ما جعلها مقصداً لأهل الأرض والباحثين عن المعرفة والحكمة، وهذا ما جعلها تمتد إلى أوروبا عبر هذا الفرع.

أوروبا وحقوق الإنسان

لقد حظيت حقوق الإنسان في أوروبا بقدر من الاهتمام ومع ذلك توجد العديد من انتهاكات حقوق الإنسان مثل التعامل مع اللاجئين، ووحشية الشرطة كما تشير التقارير السنوية لمنظمة العفو الدولية، وأعتقد أنني أصبت بخيبة أمل إذ لا يمكن أن أشعر بالرضا حول مسألة احترام حقوق الإنسان وأحد الأسباب بالطبع التي أدت إلى هذا الوضع هي الأزمات الاقتصادية، مما أدى الى تقويض الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لعدد كبير من المهاجرين نتيجة لميزانيات التقشف، بل و أيضا أشعر أن أحداث 11 سبتمبر 2001 أثرت تأثيراً سلبياً على احترام حقوق الإنسان والتي ما زالت تداعياتها حتى الآن.

هولندا عاصمة العالم القانونية

ولعل اختيار هولندا كمقر لهذا الفرع يعد شيئا منطقيا لما لها من أهمية سياسية وجنائية وقانونية فقد كانت هولندا من أوائل الدول التي عرفت نظام البرلمانات المنتخبة، وهي عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي، ومنطقة اليورو، مجموعة العشرة، وحلف الناتو، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، والاتحاد الاقتصادي الثلاثي بنلوكس. وتستضيف في أراضيها مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخمس محاكم دولية هي: محكمة التحكيم الدائمة ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، والمحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتقع مقار المحاكم الأربع الأولى في لاهاي تماماً كما هو الحال بالنسبة لمقار وكالة الاستخبارات الجنائية التابعة للاتحاد الأوروبي يوروبول، ووكالة التعاون القضائي الأوروبي يوروجست، مما جعل البعض يطلق على المدينة اسم «عاصمة العالم القانونية».

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

تعيش المنظمة العربية لحقوق الإنسان أزهى فتراتها تحت رئاسة علاء شلبي والتي شهدت نقلة نوعية وطفرة هائلة في نشاطها وتعاملها مع الملفات الساخنة التي تشهدها الساحة العربية والدولية، فقد تأسست المنظمة في عام 1983 كمنظمة غير حكومية دولية تعمل على المستوى الإقليمي في الوطن العربي، وتهدف إلى حماية حقوق الإنسان طبقاً للمعايير الدولية التي استقر عليها إجماع الأمم المتحدة والمواثيق والعهود الدولية التي صادقت عليها البلدان العربية، وتتخذ من القاهرة مقراً رئيسياً لها.

والمنظمة لها صفة مراقب واستشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة واللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بالاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وصفة العلاقات التنفيذية مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وتنتشر المنظمة في معظم البلدان العربية وبعض التجمعات الخارجية، ويتم تمويل المنظمة من اشتراكات وتبرعات أعضائها وأصدقائها ومساهمات المهتمين بحقوق الإنسان، وعبر عوائد مشاريعها التي تنشأ بالشراكة مع مؤسسات غير حكومية عربية ودولية وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى