أخبار

تقرير خطير للاندبندنت .. فيسك يكشف أسرار قادة الانقلاب وقصة الجناح الملكى لمبارك

الاندبندنت – كتب روبرت فيسك – علمت من عدة مصادر أثق بها كل الثقة أن «السيسى» أخرج «مبارك» من محبسه ليجرى له عدة اتصالات مع قادة دول الخليج لإقناعهم بضرورة مساندة مصر حتى نهاية المطاف، رغم خطورة ذلك على انقلابه العسكرى إلا أنه اضطر إلى ذلك اضطرارا… وقد أجرى «مبارك» عدة مكالمات مع بعض القادة بمساعدة «السيسى» أخبرهم فيها بحقيقة الوضع الاقتصادى الكارثى الذى يهدد نظام الحكم بالسقوط المدوى فى حالة استمرار التظاهرات الكبيرة التى ما زالت تخرج بشكل يومى… ليست المأساة أن يخرج «مبارك» من محبسه.. إن الجريمة الكبرى أن يعود «مبارك» إلى ممارسة شئون رئاسية من وراء ستار أسود حتى دون علم أغلب قادة الجيش المصرى.. ومن المكالمات التى أجراها «مبارك» هى مكالمة مع بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع الإسرائيلى السابق الذى تربطه بمبارك علاقة شخصية وطيدة رغم أنه الضابط الذى قتل مئات الأسرى المصريين سنة 1967 وطمأنه إليعازر بأن إسرائيل لن تمل من محاولات إقناع الغرب بضرورة إعطاء فرصة أكبر للجنرال «السيسى» حتى يستعيد السيطرة على مفاصل الدولة، وأخبره مبارك بأنه لن يعود للسجن مرة أخرى إلا إذا عاد الإخوان للحكم مرة أخرى..

الجناح الملكى فى ضيافة مبارك
تم تجهيز جناح «مبارك» فى مستشفى المعادى العسكرى بأحدث الأجهزة الطبية وأثمنها، كما زود الجناح الملكى الفخم بكل أجهزة الاتصال ويخضع كل من يسمح لهم بالدخول لتفتيش ذاتى حتى لا تخرج من الجناح صورة للخارج، وهذا لا يحدث إلا فى قصور الرئاسة. وفى المقابل يتعرض المرشد العام للضرب من قبل رجال الأمن ويتعرض الرئيس محمد مرسى الرئيس المنتخب لمعاملة لا تليق برجل تولى رئاسة مصر، وقد علمت بنفسى من كاثرين آشتون أنها تكلمت مع محمد مرسى فى مقر حجزه وهى تدرك أنه لا يدرى ماذا يحدث فى الخارج وأن ذلك سيسهل مهمتها معه وقد يسهل خداعه وتوريطه فى اتفاق، ففوجئت به يشرح لها بتفاصيل لم تكن تعلمها عما يجرى فى الخارج، بل ويستند إليها فى شرح أسباب تمسكه بشرعيته..

البرادعى واجهة لنشاط خفى
«آشتون» انسحبت من المؤتمر ليس بسبب تحريف الترجمة، فهى لم تعلم حقيقة التحريف إلا بعد خروجها، لكن كلمات «البرادعى» التى جاءت على غير ما اتفقت عليه معه أثبت لها أن القيادات فى مصر يعمل كل منهم دون علم الآخر، وأدركت أن البرادعى ليس سوى واجهة لنشاط خفى ليس البرادعى عضوا فيه، ونصحته بالاستقالة قبل أن يورطه العسكر فى أمر ما. والكرة الآن فى ملعب العالم كله إلا المتظاهرين الرافضين لحكم العسكر، فهم الطرف الأقوى لأنهم السبب فى إرباك الجميع. وإذا ظلت التظاهرات فلا محال من سقوط العسكر من فوق قمة الحكم راغبين أو مجبرين. المعركة الآن سيكسبها ليس صاحب النفس الطويل فحسب، بل القادر على نجدة مصر من انهيار اقتصادى وشيك لن تستطيع دول الخليج مجتمعة على إنقاذ مصر منه لأن 60% من دخل مصر يعتمد على الضرائب والسياحة وهذا شبه متوقف.. وتظل عودة الشرعية الانتخابية وحدها هى الأمل فى انعاش الاقتصاد بعد متابعة ملحوظة من العالم لما يجرى فى مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى